في رمضان فرصة للاستغفار ووقت فضيل يكون أكثـر المسلمين عنه غافلين، وهو وقت السحر، وخصوصًا أنَّ هذا الوقت هو وقت سحوره وطعامه قبل أن يبدأ الصيام مع طلوع الفجر، فهذه الفرصة غنيمة، ينبغي للعبد المؤمن أن يقتنصها للاستغفار في هذا الوقت الفضيل الّذي يتنزَّل فيه ربّ العالمين، ليغتنم العبد فرصته، ويكتسب غنائم الأجر في هذا الوقت، ولقد ذكر الله من صفات المؤمنين في محكم التنزيل فقال: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}، وقال: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.
وقد امتن الله عزَّ وجلّ على عباده بأن جعل من أسمائه جلَّ وعلا: الغفور، الحليم التواب، واسع المغفرة، غافر الذنب، وقابل التوب. وبمقتضى ذلك يغفر الله لمَن يشاء من عباده، ويتجاوز عن سيّئاتهم وذنوبهم وخطاياهم، إذا تابوا إليه وأنابوا ولم يصروا.
وقد أمر الله عزَّ وجلَّ نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالاستغفار في مواطن كثيرة، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} (محمد:19).
وجاء في الصحيح عن الْمُغِيرَة -رضي الله عنه- قال إِنْ كَانَ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ، فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ: ''أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا''.