تشير مراجع تاريخية إلى أن جامع كتشاوة بالعاصمة بُني في العام 1436 بالمكان الّذي أطلق عليه العثمانيون لاحقا ساحة الماعز، وأعيد بناؤه سنة 1794م من قبل حسان باشا.
وقد استلهمت هندسته المعمارية من النمط الهندسي للمساجد الموجودة بتركيا، الّذي يمزج بين الهندسة البيزنطية والعثمانية. ولكن بعد نحو عامين من غزو فرنسا للجزائر، حوّل الجامع إلى كنيسة كاثوليكية قبل أن يصبح كاتدرائية حملت اسم ''سان فيليب'' بعد أن قام الدوق (دو روفيغو) القائد الأعلى للقوات الفرنسية بهدم أجزاء منه نهاية العام .1832
وهو الأمر الّذي أثار غضب وسخط واحتجاج آلاف المصلين ممّن اعتصموا بداخله تعبيرًا عن رفضهم للقرار، فكلّفهم ذلك حياتهم، حين قام الدوق ''روفيغو'' بقتل ما يزيد عن أربعة آلاف مصلي، وهو الّذي كان يلح ويصر على تحويل الجامع إلى كنيسة، وكان يقول دومًا ''يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين''.
كما قام بعملية إجرامية ثانية لا تقل شناعة عن المجزرة التي ارتكبها، وتتمثل في إخراج كامل المصاحف الموجودة بالجامع إلى ساحة الماعز المجاورة التي صارت فيما بعد تحمل اسم ''ساحة الشهداء'' وأحرقها عن آخرها.