لماذا نخسر رمضان؟!

بالأمس القريب (العام الماضي) ذرفت عيون الصالحين دموع الحزن على فِراق رمضان، وهاهي اليوم تستقبله بدموع الفرح.. نسأل الله عزّ وجلّ أن نكون من أهل رمضان وممّن امتن الله عليهم بقيامه وصيامه وأن يوفّقنا للخير والصّلاح والفلاح فيه.
لماذا إذًا نخسر رمضان؟!
سؤال يحتاج إلى إجابة. أليس المولى عزّ وجلّ يقول: {فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الخاسِرِينَ}. لكنّي أذكّر وأحذّر إخواني من أمور ربّما تكون سببًا لخسارة رمضان دون أن يشعروا..
وأسباب خسارته كثيرة، وهنا وقفة مع بعض الأرباح في رمضان يبشّرنا بها الحبيب المصطفى محمّد صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه''، و''مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه'' و''مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه''، استغفار الملائكة للصائمين حتّى يفطر.. شهر العتق من النيران.. رمضان إلى رمضان مُكفِّر لما بينهما...
هناك عدة أسباب لخسارة الصائم رمضان، منها: الغفلة عن النية وعدم احتساب الأجر، إهمال الصّلوات الخمس وتأخيرها عن وقتها وأدائها بكسل وخمول، السهر في غير طاعة الله، كثرة الخمول والنوم والكسل في نهار رمضان، سماع الغناء لأن الأذن تصوم أيضًا، الغيبة والقيل والقال، الإهمال في العمل الوظيفي والتأخر عنه والخروج قبل وقته، الطمع والجشع وعدم الإنفاق والصدقة، الإعجاب بالنّفس وأنّها أفضل من غيرها وأحسن. وشرب الدخان، أكل الحرام ومنه الربا والغش والسرقة، والتفريط في النوافل عامة (صدقات- قراءة قرآن- العمرة- ركعتا الضحى- قيام الليل والتراويح وتفطير صائم).
هذه بعض أسباب خسارة رمضان.. ولعلّكم تتساءلون ما هو العلاج؟ فنقول: انظروا إلى كل سبب من الأسباب السابقة ولتحاول الابتعاد عنه قدر المستطاع.
أخي الصائم.. اُصدق مع نفسك مادام في العُمر فُسحة قبل أن تندم حين لا ينفع الندم.
وينبغي على الصائم أن يقف وقفة يحاسب فيها نفسه: ماذا قدّم فيما مضى؟ وماذا يرجو ممّا بقي؟ حتّى لا يخرج رمضان كما دخل وحتّى لا يخرج منه الصائم كما دخل فيه. فما يدريك: هل تدرك رمضان آخر أم يسبق إليك الأجل وينقطع منك العمل؟