لقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يأتي على النّاس زمان ما يُبَالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام. حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أربع إذا كُنّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعِفّة طعمة''، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتّى يبلغ آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام''.
قال ابن رجب رحمه الله: (إنه -سبحانه- لا يقبل العمل ولا يزكو إلاّ بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل، ويمنع قبوله، فإنه قال ''إنّ الله طيّب لا يقبل إلاّ طيّبًا'' إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، والمراد بهذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيّبات الّتي هي الحلال، وبالعمل الصالح، فما دام الأكل حلالاً فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولاً؟! وما ذكره بعد ذلك من الدعاء وأنه كيف يتقبّل مع الحرام فهو مثال لاستبعاد قبول الأعمال مع التغذية بالحرام).
يقول حذيفة المرعشي: جماع الخير في حرفين: حِلُّ الكسرة، وإخلاص العمل لله.