شهر رمضان شهر كريم وموسم عظيم للطاعات يعظم الله فيه الأجر، ويجزل العطايا، ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب، شهر الخيرات والبركات، شهر المنح والهبات، شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان، شهر محفوف بالرّحمة والمغفرة والعتق من النّار.
عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: ''مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر'' (رواه أحمد وأصحاب السنن).
فمن صام رمضان إيمانًا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه، واحتسابًا لثوابه وأجره عند الله، ولم يكن كارهًا لفرضه ولا شاكًا في ثوابه وأجره، ولا شك أن كل مسلم يكون حريصًا على صيام هذا الشهر إيمانًا واحتسابًا، ولا يكون ذلك إلاّ بأن نصوم كما صام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصحابته.
ونجد أن الله تفضّل علينا بالأجر في هذا الشهر من ثلاثة وجوه: أنه شرع لنا من الأعمال الصالحة ما يكون سببًا لتكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا. أنه وفّقنا إلر العمل الصالح ولولاَ معونة الله وتوفيقه ما قمنا بهذا العمل. وأنه تفضّل علينا بالأجر الكثير.
وحتّى يتحقّق غايته، يجب على الصائم التحلي بجملة من الآداب، كان يلتزم بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوان الله عليهم، أهمها:
أن يقوم الصائم بما أوجبه الله عليه من العبادات القولية والفعلية، ومن أهمّها الصّلاة، وأن يؤديها في وقتها بأركانها وواجباتها وشروطها مع الجماعة في المسجد.
أن يجتنب الصائم جميع ما حرّم الله سبحانه ورسوله صلّى الله عليه وسلّم من الأقوال والأفعال مثل الكذب والغيبة والنميمة، وأن يتجنّب قول الزور والعمل به، وأن يغض من بصره ويحفظ فرجه.
معرفة أحكام الصيام، حتّى لا يقع المسلم فيما يفسد صومه وهو لا يدرى، فينبغي على المسلم أن يسأل أهل العلم عمّا يشكل عليه من أحكام الصيام.
فبلوغ رمضان نعمة عظيمة، لذا يجب علينا أن نقوم بحقّه بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من معصيته إلى طاعته، ومن الغفلة عنه إلى ذِكْرِه، ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه.