مدمن على التدخين يتحكم في نفسه بنهار رمضان، ولكنه في الليل يدمن على التدخين ويجعله آخر شيء بعد السحور، ما حكم ذلك؟
- التدخين مضر بالصحة ويؤدي في الغالب إلى إتلاف النفس الّتي أمر الله بحفظها، وهو مقصد من المقاصد الأساسية في الشريعة وهو من الكليات الخمس الّتي أكدت على حفظها كلّ الشرائع، فمَن تسبّب في إتلاف شيء من ذلك، فهو معتد على حد من حدود الله القائل في محكم تنزيله {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} الطلاق:1، ويقول في النهي عن المساس بالنفس بما يضرها إتلافًا كليًا {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة:195، وقال {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} النساء:29، ومن ثم فمن كان مدمنًا على التدخين وهو يعلم أنه يضر بنفسه وهو الأمر المؤكد طبيًا فقد ارتكب حرامًا يجب أن يتوب منه بالإقلاع عنه في رمضان.
قد ارتكبت من المعاصي الكثير ونحن نقبل على شهر كريم، فهل يحق لي التوبة؟
- باب التوبة مفتوح لكل عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون.
وعليه، نقول للسائلة الكريمة سارعي إلى مغفرة من ربّك بالتوبة النصوح، مستغلة النفحات الربانية في هذا الشهر الكريم ''فإن التائب من الذنب كمَن لا ذنب له'' رواه ابن ماجه وهو حديث حسن، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يبذل سيئاتهم حسنات. وقال تعالى {وَالّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا أخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ غِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا × يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا × إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَذِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الفرقان: 70-69-68، وأركان التوبة النصوح كما يلي:
الإقلاع عن المعصية عن جوّها وأصحابها وما يؤدي إليها. الندم على فعلها مع التمني لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها.
عقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى.
تبرئة الذمة إن كانت المعصية في حق عبد من عباد الله، كرد المظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح صاحبه، فإننا ندعو له بالمغفرة والرحمة والخير عمومًا مع ذكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.