حديث: ''احفظ الله يحفظك''
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ''كنتُ خلفَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يومًا، فقال: ''يا غلام، إنّي أُعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلتَ فاسأَل الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله،....'' الحديث. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. هذا الحديث مثال حيّ على هذه التنشئة الإسلامية الفريدة للأجيال المؤمنة في عهد النّبوة، بما يحتويه على وصايا عظيمة، وقواعد مهمة، لا غِنًى للمسلم عنها. وأولى الوصايا ''احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك''، إنها وصية جامعة ترشد المؤمن بأن يراعي حقوق الله تعالى، ويلتزم بأوامره، ويقف عند حدود الشرع فلا يتعداه، ويمنع جوارحه من استخدامها في غير ما خلقت له، فإذا قام بذلك كان الجزاء من جنس العمل. وأوصاه عليه الصّلاة والسّلام ''إذا سأَلتَ فاسأَل الله''، وسؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه، بل هو العبادة كلّها كما جاء في الحديث: ''الدعاء هو العبادة''. وفي قوله: ''وإذا استعنتَ فاستعِن بالله'' أمر بطلب العون من الله تعالى دون غيره، فمَن أعانه الله فلا خاذل له، ومَن خذله الله فلَن تجد له معينًا ونصيرًا.