آداب الصوم في رمضان كثيرة ومتعددة، منها: حفظ اللسان، والجوارح عن اللغو والإثم، والأصل في ذلك قوله عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن لم يَدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' (أخرجه البخاري عن أبي هريرة). وعن عمر رضي الله عنه قال: (ليس الصيام من الطعام والشراب، ولكن من الكذب والباطل واللغو والحلف) {أخرجه بن أبي شيبة}.
وقال أبو حامد الغزالي مبيّنًا أدب الصوم: فهو كف الجوارح عن الآثام وتمامه بستة أمور: غض البصر وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يذم ويكره، وإلى كل ما يشغل القلب ويلهى عن ذكر الله عزّ وجلّ. حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن فهذا صوم اللسان. كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه، لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه. كف بقية الجوارح عن الآثام: من اليد والرجل وعن المكاره، وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار.
وأن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلئ جوفه، لأن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى، لتقوى النفس على التقوى. وأن يكون قلبه بعد الإفطار مُعلّقًا مضطربًا بين الخوف والرجاء، إذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين، أو يرد عليه فهو من الممقوتين؟