إنّ شهر رمضان المبارك له خصوصية القرآن الكريم كما قال تعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن}. وقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره وقد صلّى معه حذيفة بن اليمان ليلة في رمضان قال: فقرأ بالبقرة ثمّ النساء ثمّ آل عمران لا يمر بآية تخويف إلاّ وقف وسأل، فما صلّى الركعتين حتّى جاءه بلال فآذنه بالصّلاة. (أخرجه أحمد والنسائي)، وعند النسائي أنه'' ''ما صلّى إلاّ أربع ركعات''.
وكان عمر قد أمر أُبَي بن كعب وتميم الداري أن يقومَا بالنّاس في شهر رمضان فكان القارئ يقرأ بالمائتين في ركعة حتّى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلاّ عند الفجر، وفي رواية: أنّهم كانوا يربطون الحبال بين السواري ثمّ يتعلّقون بها.
وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كلّ ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع منهم قتادة، وبعضهم في كل عشر منهم أبو رجاء العطاردي، وبعضهم في كل ليلة وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة وفي بقية الشهر في ثلاث.